وقت القراءة: 3 دقائق/دقيقة (532 كلمات/كلمة)

الإلحاد وقناة الجزيرة !!

-1

النماذج الملحدة التي عرضها وثائقي قناة الجزيرة الأخير "سبع سنين" - ويعرض الكثير من مثلها كل الأكشاك الإعلامية سواءً كانت مقروءة أو مسموعة أو مشاهَدة على معظم الشاشات منذ سنوات - هي حالات مرضية عادية، وشذوذات بشرية توجد على كل الأصعدة، وﻻ أظنها تصل إلى مستوى الظاهرة، خلافاً لما يتناقله الإعلام الدجال المأجور، ويلح به على متابعيه لحاجةٍ في نفس صانعيه من أعداء الأمة والملة !!


وليست الأزمة الحقيقية في مجرد وجود هذه النماذج الشاذة، فهي موجودة في كل ميادين الحياة، وعلى طول التاريخ البشري من يوم قابيل إلى يومنا هذا، فكل استقامة معها اعوجاج، وكل صلاحٍ يخالطه فساد، ولن نعدم في العجين شعرة، وﻻ في الورود شوكة، وﻻ توجد حلاوة بغير نار، وﻻ لحم بدون عظم ... وهكذا هي الحياة !!

وهذه النماذج الملحدة موجودة من قديم الأزل، وغالباً ما تعامل أول أمرها بالرفق والإشفاق والمعالجة، شأن نزﻻء المصحات النفسية، ومرضى الأمراض العقلية، إذ ليس هناك كبير فرقٍ بين من يظن أنه نابليون بونابرت أو أنه الرسول أو أنه الله، وبين من ينكر الله ويرى الدين ليس بشيء ونحو ذلك !!ش

فإن ظهر ثمت خطر أو ضرر من هذا المجنون أو الملحد عزل في المشافي ونحوها، وعومل بما يدفع خطره وضرره عن نفسه وعن المجتمع بما يناسب ذلك، وأول ذلك حجبه عن الناس خشية أن يضُرَّهم أو يضروه !!

لكن الأزمة الحقيقية في بلية الإلحاد بل وكل بلايا الملة والأمة، هي في الأنظمة الطاغوتية داخل العالم الإسلامي وخارجه، وفي أزرعها الإعلامية المتنوِّعة، فهم السبب الرئيس في وجود كل مشاكل الشباب بصفة عامة، من الشذوذ والمخدِّرات وتأخر الزواج وغير ذلك، وفي وجود الإلحاد بصفة خاصة، ونشأته وانتشاره والدعوة المقنعة إليه، لشغل الشباب عن الطواغيت وإجرامهم، وصرفهم عن قضايا أمتهم !!

فالطواغيت هم الذين أنشؤوا الإلحاد ونشروه ويرعونه، بظلمهم وطغيانهم تارة، وباحتضانه وتمويله ونشره تارات !!

والأصل في السوأة والعورة سترُها، كما أن الأصل في الفاحشة كتمُها وعدمُ إشاعتها، وإﻻ فالوعيد لمن أحب إشاعتها فضلاً عن إشاعتها فعلاً ..... "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"(النور:19) !!

والإعلام الدجال كله يعرض لنا الإلحاد على أنه عيب وسوأة، فلم يعرضه إذاً إن كان أميناً على الرسالة الإعلامية كما يتبجح ؟!

يقول : الملحدون شريحة من المجتمع ومن حقها أن تعبر عن رأيها !!

فاستضيفوا إذاً معارضيكم يعبرون عن رأيهم !!
أو استضيفوا النخبة من السراية الصفراء يعبرون عن رأيهم فهم أيضا !!
أتحبون لو زنت أمهاتكم ونساؤكم في الغرف، في ستر من الله، أن يخرجن على قنواتكم يعبرن عن رأيهن في الإستمتاع بالأخدان ؟!!
لأنهن شريحة من المجتمع ومن حقهن أن يعبرن عن رأيهن !!
ساء ما تحكمون !!

وهنا لا يسعني إﻻ أن أحذِّر من قناة الجزيرة -على ما عندها من منافع - فهي أخبث من كل قنوات الضلالة والإجرام، لأن حرفيتها ومهنيتها وإمكاناتها، وتمكن مذيعيها من الإرسال وإدارة الحوار، وتظاهرها بخدمة قضايا الشعوب، ونحو ذلك ستار خادعٌ من العسل الذي تسرب السُّمُّ في جميع جزئياته، فيتجرعه المشاهد حتى الثمالة، فتموت روحه ويموت عقله وقلبه، ويبقى من بعدها جثة هامدة تتلاعب بها الطواغيت كيف تشاء !!

ومعلومٌ أن الجزيرة أساسُ رسالتها وفحواها ومضمونها، هو التبشير بالعلمانية والليبرالية داخل المجتمعات المسلمة، ولهذا أنشأها حمد ابن جاسم، ولا شك أن أساس العلمنة واللبررة هو الإلحاد، فلا يغرنكم هذا الوثائقي الذي بدا فيه المذيع متديناً وآسفاً على الإلحاد وعلى حال الملحدين، ثم انتهت به الحلقة وهو يضرب رأسه بالحائط !!

والسؤال البلدي :
أمال نشرته ليه يا روح ** ؟!!
هل طعن سيد قطب في سيدنا موسى عليه السلام؟
القنطرة في موقع الأئمة الأربعة !!
 

تعليقات

لا تعليق على هذه المشاركة بعد. كن أول من يعلق.